نناقش: سردية السلطة في الأحداث، دور دروز إسرائيل ولبنان، الانقسامات الداخلية، وموقف السويداء من مطلب الاستقلال. كما نتطرق إلى العامل النفسي في الثورة، ودور السويداء في استقرار ووحدة سوريا.
السويداء.. عندما يصبح الانتماء وفق منطق الكرامة
تُعرف مدينة السويداء بأنها معقل الانتماء السوري، لكن الأحداث الأخيرة كشفت عن طبقات جديدة من هذا الانتماء، حيث أصبح منطق الكرامة هو المحرك الأساسي لأي حراك. ما الذي تغير في هذه المحافظة المسالمة؟ وكيف تحول الهدوء إلى احتجاجات صريحة؟
في هذا المقال، نغوص في تحليل عميق لما حدث في السويداء، ونفكك العوامل التي أدت إلى تحريك المياه الراكدة.
ما وراء الأحداث: العوامل الداخلية والإقليمية
لم تكن أحداث السويداء الأخيرة وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تراكمات طويلة من السياسات الحكومية، بدءاً من تغييب التمثيل السياسي لأبناء المحافظة، وصولاً إلى سياسات التمييز التي شعرت بها شريحة واسعة من السكان. هذه الأحداث كشفت أيضاً عن “العدو الداخلي” الذي تحاول سردية السلطة تقديمه، لكنها أثبتت أن الشعب موحّد في مطالبه.
كانت هناك محاولات لتأجيج الخلافات الداخلية في السويداء، وقد ظهر ذلك في المواقف المتباينة لبعض الشخصيات السياسية والدينية، لكن المواقف الشجاعة لرجال الدين الدروز، وعلى رأسهم الشيخ الهجري، ساهمت في توحيد الصفوف حول مطالب موحدة.
العلاقات الخارجية: تساؤلات حول الأهداف
لا يمكن قراءة المشهد بمعزل عن تأثير القوى الإقليمية. نناقش هنا دور دروز إسرائيل الذين حاولوا التدخل في الأزمة، وكذلك دور وليد جنبلاط الذي لا تزال مواقفه تثير التساؤلات. إن التوتر القائم في علاقة السويداء مع دول الجوار يعكس مدى تعقيد المشهد السوري ككل.
من يقرر مستقبل السويداء؟
في خضم الأحداث، كان هناك رفض قاطع لمطلب الاستقلال، وهذا ما يؤكد أن هدف الحراك لم يكن الانفصال، بل كان يهدف إلى استعادة الكرامة ضمن إطار الدولة السورية. لكن التساؤل يبقى قائماً: من يملك حق اتخاذ القرار؟ وهل ستنجح الخطوات العملية المقترحة في الوصول إلى حل يرضي الجميع؟
إن مصير السويداء ليس منعزلاً عن مصير سوريا ككل، وأي حل يجب أن يأخذ في الاعتبار مصالح كل الأطراف. إن الانتماء لم يعد أمراً مسلماً به، بل هو خيار يدافع عنه الناس بكرامتهم.
لمزيد من التحليلات المعمقة حول هذا الموضوع، يمكنك مشاهدة حواراتنا في بودكاست إضاءات على قناة نور الحسني في يوتيوب.
Comments
0 comment